الإنتخابات في بلدتـــي، الحقيقة المُرّة...
الإنتخابات حالة حضارية وضرورة أكثر من الحياة نفسها ، فيها كل مواصفات التمدُن و الرّقي، إن كان البعض ممن بُليت بهم الأمة، ونُكبت بفهومهم الدينية الهزيلة، يُحرّمون هذه الوسيلة لتحقيق الشورى الإسلامية، مستندين إلى فكر ديني متخلف مرتبط بأنطمة سياسية ترغب في البقاء في السلطة بأي ثمن ولو بالمتاجرة بالدين، وعلى حسابه.
وجميع أمم العالم تمارس الإنتخابات و إن بأشكال و أنماط مختلفة ، فمنها من يستخدمها لتجسيد الفكر الديموقراطي السليم الذي يفيد المجتمع و ينتج رجالا أكفياء، لا همّ لهم - وهم يحكمون - سوى خدمة الناس و السهرعلى صيانة رصيد الثقة الذي حازوه دون تزييف و لا تزوير...وأمم أخرى فُرض عليها ممارسة الإنتخاب حتى يقال عن حكامها " ديموقراطيون " و لا ينتج عن هذا النوع من الإنتخاب سوى المزيد من السقوط و الإنحدار....وهو ديدن مجموعة لا بأس بها من دول عالم الجنوب المتخلف ...و أمم أخرى لا تزال حتى اليوم لا تعرف معنى " الإنتخاب" و لا معنى " الحملات الإنتخابية" و لا معنى "صندوق الإنتخاب" و لا معنى " المترشح"...وهذا الواقع تنفرد به بعض الدول العربية بإمتياز، للأسف.
و أما في بلدتنا فالوضع شذّ عن القواعد السابقة بميزة خاصة ، فلمواسم الإنتخاب عندنا في بلدتنا شأن آخر لا صلة له بجوهر الإنتخاب و مفرداته ...فقبل أسابيع من اليوم الموعود يبدأ البعض و عن قصد في تحريك الزوابع و تهييج العواطف و إثارة النزعات لكسب ود الجمهور، إنها الجهوية المقيتة التي تُثار كلما أقبلت الإنتخابات ثم تختفي لتعود مرة أخرى في موسم إنتخاب آخر، أفراد يُعكِرون صفو الماء ليصطادوا فيه و يستخدمون أحط السبل لتحقيق مآربهم، أفراد لا يملكون من الأدوات التي تُقدِمهم و تُعليهم و ترفعهم سوى هذه الأداة و التي تنشر بين الناس التوجس و الريبة، إن لم أقل الضغينة و الكراهية
منذ قرون خلت دفن الإسلام هذه العصبيات ، و قدّم لنا معاني أخوة الدين و قدم لنا نماذج و عينات عن الرجال الذين يحسنون إذا تصدروا الامة و يتحملون رسالة خدمتها ....هذه هي مواسم الإنتخابات في بلدتي ...ولله في خلقه شؤون....
0 تعليق على موضوع : الإنتخابات في بلدتـــي، الحقيقة المُرّة...